القس أندريا زكي… قيادة تصنع التنمية وتبني جسور الحوار في المجتمع المصري

الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية من أهم المؤسسات التنموية في مصر والشرق الأوسط، وقد استطاعت عبر تاريخها أن تكون نموذجًا للعمل الأهلي الذي يخدم الإنسان دون تمييز. وفي قلب هذه المؤسسة يقف القس الدكتور أندريا زكي، الذي جمع بين القيادة الروحية والرؤية الإدارية والفكر التنموي الحديث. تمكن من صياغة نهج جديد للهيئة يقوم على التمكين وليس المساعدة، وعلى بناء الإنسان قبل تقديم الدعم المادي. لقد فهم أن التنمية الحقيقية تبدأ حين يجد الفرد الفرصة ليصبح جزءًا من عملية التغيير، وليس مجرد متلقٍ للدعم.
منذ توليه مسؤولية إدارة الهيئة، توسعت برامجها بشكل لافت، وركزت على تدريب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل ودعم المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وتمويل المشروعات الصغيرة للأسر البسيطة، خاصة في المناطق الريفية والمحافظات الأكثر احتياجًا. أصبح الهدف واضحًا: تحويل المستفيد إلى شريك في التنمية وقادر على الاعتماد على نفسه. هذه الفلسفة جعلت أثر الهيئة يمتد لآلاف الأسر، وتحولت التجارب الفردية الناجحة إلى قصص ملهمة يمكن البناء عليها وتكرارها.
لم يتوقف دور القس أندريا زكي عند حدود العمل التنموي، بل تجاوز ذلك إلى تعزيز ثقافة الحوار وبناء الجسور بين أبناء الوطن الواحد. فقد حرص على إطلاق لقاءات ومبادرات للحوار المجتمعي تجمع قيادات فكرية وسياسية ودينية من مختلف التوجهات. وساهم هذا النهج في خلق مساحات نقاش هادئة وواعية تسعى لفتح أبواب التفاهم والتقارب، وأصبح اسم الهيئة مرتبطًا بالسلام المجتمعي والشراكة الوطنية. كان القس أندريا يقول دائمًا إن الاختلاف لا يجب أن يكون حاجزًا، بل يمكن أن يكون مساحة لتكامل الرؤى وتبادل الخبرات. وبهذا قدم نموذجًا فريدًا يمنح الحوار قيمة وهدفًا.
كما عزز حضور الهيئة دوليًا من خلال بناء علاقات وشراكات مع مؤسسات عالمية تعمل في مجالات التنمية المستدامة، مما فتح أبوابًا لتمويل مشروعات جديدة داخل مصر. وأصبح اسم الهيئة بمثابة واجهة مشرفة تعكس صورة إيجابية عن المجتمع المصري وقدرته على التعايش والعمل المشترك. واستطاع القس أندريا زكي أن يحمل صوت مصر إلى المنصات الدولية، وأن يبرهن أن المؤسسات الدينية ليست فقط أماكن للعبادة بل أيضًا قوة فاعلة في التنمية الإنسانية.
يعتمد أسلوب إدارته على التخطيط والدراسة والشفافية، مع الالتزام بالحوكمة والعمل المؤسسي. فهو يؤمن بأن العمل الأهلي الناجح لا يقوم إلا على نظام واضح وتقييم مستمر للنتائج، وقد نجح في تحويل الهيئة إلى مؤسسة ذات تأثير مستدام يستطيع الجميع أن يلمسه.
إن القس الدكتور أندريا زكي ليس مجرد رئيس لمؤسسة أو طائفة دينية، بل هو قائد بفكر مستنير ووعي إنساني عميق. قدم نموذجًا جديدًا يجعل من الدين قوة للسلام ومن العمل الأهلي مشروعًا وطنيًا للتنمية. بجهوده أصبحت الهيئة القبطية الإنجيلية منصة تقدم الأمل وتمارس دورها بروح مسؤولية تجاه الوطن والإنسان معًا. إنها رسالة تتجاوز الأعمال اليومية، لأنها تؤمن بأن كل خطوة في طريق التمكين هي خطوة نحو مجتمع أقوى وأكثر إنسانية.