الدفاع والأخلاق: قصة العم رمضان ونصف قرن من التحطيب فى قنا (فيديو)

يبرز تراث التحطيب كجزء من الحياة الثقافية في قنا، حيث يستمر شغف الرجال الكبار في الحفاظ على هذه اللعبة الشعبية وتقديمها لجيل جديد. من أبرز روادها في القرية العم رمضان الشريف، الذي قضى عقودًا وهو يمارسها ويشارك في تنظيم حلقات التحطيب أمام جمهور يزداد حضورُه في كل مناسبة.
على الرغم من تقاعد العمر، يظل العم رمضان في قلب الحلقة، ينسّق دخول اللاعبين ويراقب مجرى المنافسة، ويحرص على توسيع دائرة ممارستها وتثبيت وجودها كجزء من التراث المحلي. كما يعمل على تعليم قواعد التحطيب لمن يعرفهم من أبنائه وغيرهم، مؤكدًا أن اللعبة تقوم على الاحترام الكبير وأن الصغيرة لا تشارك حتى يبدأ الكبير وتكون المنافسة بين الأجيال شيئًا مركزيًا في الطقوس.
تعلم التحطيب وهو في السادسة عشرة من عمره على يد أحد أعمامه في قرية الأشراف، ومنذ ذلك الحين وهو يمسك العصا ويشارك مع الكبار والصغار في الموالد والمهرجانات. وتتطلب هذه الرياضة شروط خاصة منها اللياقة البدنية والذكاء ومهارة مسك العصا وتحديد أساليب المنافسة وتكتيكها، بما يجعلها أكثر من مجرد لعبة.
تُدار الدعوة للمشاركة في الاحتفالات عبر اتصال هاتفي قبل الفعالية، ولا تقتصر على أبناء القرية بل تتسع لتشمل مشاركين من خارج القرى وخارج المحافظة، نظرًا لانتشار اللعبة في صعيد مصر وجمهورها الواسع. وتُقام فعاليات مرتبطة بمواسم دينية كالموالد، منها مولد أسد الصعيد عبد الرحيم القنائي، ومولد علي المزرقاني، ومولد الشيخ محمد أبوشنب، ومولد الشيخ ثابت في قفط، وهو يشارك في الإشراف على تنظيم هذه الفعاليات.
القاعدة الأساسية في اللعبة هي الأخلاق واحترام الكبير، فالكبير هو من يبدأ، وعلى الصغير أن يتلقى منه المنافسة باحترام. وتشكل اللعبة رابطًا اجتماعيًا بين العائلات والقبائل، ولا وجود لخصومات. من أصعب اللحظات إصابة أحد اللاعبين في يده بالخطأ، وهو أمر يعكس أهمية وجود اتحاد رسمي يحافظ على التراث ويدعمه، نظرًا لأن التحطيب يتضمن عناصر الهجوم والدفاع والتكتيك مثل لعبة كرة القدم.