نمير عبد المسيح: صنعت فيلم الحياة بعد سهام لتبقى أمي في الذاكرة

أعلن المخرج نمير عبد المسيح عن تفاصيل فيلمه الوثائقي الجديد “الحياة بعد سهام”، الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. يبلغ طول الفيلم 76 دقيقة وهو عمله الوثائقي الثاني، ويواصل من خلاله استكشاف موضوعات الهوية والانتماء والذاكرة عبر معالجة إنسانية عميقة. يسرد العمل لحظة فقدان والدته سهام وهو طفل، ويسعى إلى فهم روابط العائلة بين مصر وفرنسا من خلال مرجعيات من سينما يوسف شاهين، مما ينسج صلة بين الاغتراب والحب في إطار فني واضح.

الدوافع الشخصية

أوضح نمير أن الفيلم وليد تجربة شخصية مؤلمة، فبعد وفاة والدته شعر كطفل داخلي بأن أمّه يجب أن تبقى حاضرة. قال إن هذا الطفل الداخلي خاطبه قائلاً: اصنع فيلماً يجعل ماما موجودة معنا. يربط الفيلم بين الألم الشخصي والهدف الفني بإحياء ذكرى الأم وتقديم رسالة إنسانية تستدعي تفاعل الجمهور. يرى أن الفيلم يمثل محاولة لتحويل المعاناة إلى عمل يلامس وجدان المشاهد.

التحديات والتقنيات الإبداعية

واجهت عملية التمويل صعوبات كبيرة تشبه بناء هرماً بميزانية محدودة، وهو ما دفع المخرج إلى تحويل العقبات إلى حلول عملية. يعتبر نمير أن دوره كمبدع هو الحفاظ على الرسالة وإيصالها بوضوح رغم ظروف الإنتاج القاسية. عندما اشتدت موجة العواطف داخله، لجأ في البداية إلى الكوميديا ثم قرر مواجهة الموضوع بشكل مباشر، وهو ما وصفه بأنه مرحلة صعبة ولكن ضرورية. أشاد بأن ردود الجمهور أظهرت أن الرسالة وصلت وأن العمل أصبح محسوباً على الجمهور لا عليه فقط.

ردود الفعل وآفاق الجزء الثاني

ذكر أن تفاعل الجمهور مع الفيلم أظهر تأثيره على صناع آخرين، حيث عبّر عدد من المخرجين عن تأثرهم وتجسيد تجاربهم الخاصة من خلال أعمالهم مستلهمين من تجربة الفيلم. قال إن فكرة جزء ثانٍ ليست مجرد فيلم جديد بل استمرار لحياة العمل مع الجمهور، خاصة وأن المشاهدين يحكون له عن تجارب آبائهم وأمهاتهم، مما يجعل العمل ملكاً للناس وليس له وحده. في هذا السياق، يرى أن الفيلم فتح باباً لعناوين أكثر قرباً من حياة المشتركين وتطلعاتهم. يظل التطلع إلى مستقبل مشترك مع الجمهور محوراً رئيسياً في مساره الفني.

نبذة عن الفيلم ومكانته

تدور أحداث الفيلم في 76 دقيقة، وهو ثاني فيلمه الوثائقي الطويل، حيث يتناول الهوية والانتماء والذاكرة من منظومة إنسانية عميقة تقرب المشاهد من وجدان الترحال والحنين. يبدأ من لحظة فقدان الأم ويعكس كيف يصنع الإنسان معنى للحياة عبر سرد عائلي يمتد من مصر إلى فرنسا. يستند العمل إلى إشارات من سينما يوسف شاهين كمرجع بصري وروحي، ليقدم رؤية عن الاغتراب والقدر والحب قبل كل شيء. يعزز الأسلوب اللغوي العربي المبسط الواضح السرد ويحافظ على التواصل العميق مع الجمهور.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى