عيد ميلاد فيروز: حكاية أمنيتها حول القدس لم تتحقق

تحتفل الجماهير اليوم الجمعة بعيد ميلاد الفنانة فيروز، وتُعد هذه المناسبة فرصةً لتسليط الضوء على مسيرتها الفنية. ولدت فيروز في 21 نوفمبر وتُعد من أعظم الأصوات التي مرت في تاريخ الموسيقى العربية. قدمت مسيرة حافلة بالأعمال التي حظيت بجماهيرية واسعة من المحيط إلى الخليج. استمرت أصداء غناءها تؤثر في أجيال متعددة وتبقى أعمالها معياراً للفن الراقي. كما أن مكانتها كأيقونة فنية تستمر في إلهام الباحثين والموهوبين عبر السنوات.
أغنية زهرة المدائن وأثرها الوطني
ارتبطت فيروز لدى جمهورها بأداء أغنية “زهرة المدائن” التي غنتها للقدس عقب نكسة 1967. كتب كلماتها ولحّنها الأخوان رحبانيان، وتبدأ الأغنية بالمديح لمدينة الصلاة ثم تتصاعد وتيرة التعبير عن الأمل والوحدة. وتؤكد في كلماتها أن البيت والقدس لنا معاً، وأن سلاماً آتياً للقدس يبقى هدفاً وطنياً. يذكر المستمعون أن الغضب الساطع آتٍ، وتعبّر المطربة عن الإيمان العميق بالأمل والوقوف إلى جانب قضايا العرب. وفي الختام تتردد العبارة المحورية: “البيت لنا والقدس لنا .. للقدس سلام آتٍ”، لتظل رمزاً للصمود والأمل.
أثر الأغنية ومكانتها في الذاكرة العامة
يظل هذا العمل من أبرز ما ارتبط باسم فيروز، فكلما استمع محبوها إلى أغنية تغوص في أرشيف الذاكرة يبدو كما لو أنها طرحت أمس. يعكس النص إحساس الوطن والقدس كقضية تجمع العرب حول هدف واحد. تظل لحنها وكلماتها حاضرة في مناسبات وطنية وشعرية، ويُستدعى صوتها كمرجع للكينونة العربية القديمة والجديدة. وبذلك تبقى الأغنية شاهداً على قدرة فيروز على إيصال المعنى الوطني إلى جمهور واسع.
تشكل مناسبة العيد مع هذا الإرث الفني دافعاً لاستمرار البحث في أعمالها الكلاسيكية واستخلاص قيمها الفنية والإنسانية. وتؤكد المتابعات أن صوتها لا يزال يحظى بتقدير واسع في العالم العربي وخارجه. وتبقى فيروز رمزاً للفن الراقي والصوت الذي يحفظ الأمل والهوية عبر أجيال متعاقبة.