أبو العينين يطرح رؤية لإحياء برشلونة في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط

أعلن النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، انطلاق اللجان التحضيرية لمنتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك في مقر البرلمان المصري خلال قمة رؤساء البرلمانات. وتأتي الفعالية بعنوان: تعزيز التعاون الاقتصادي بين ضفتي البحر المتوسط: إعادة إطلاق عملية برشلونة بمناسبة مرور 30 عامًا على انطلاقها. وأوضح أبو العينين أن المنتدى يمثل انطلاقة جديدة لتفعيل الشراكة الأورومتوسطية وبناء نموذج متقدم للتعاون المشترك. وأكد أن مبادئ برشلونة 1995 أسست الأساس للشراكة عبر ثلاثة محاور رئيسة هي المحور السياسي والأمني، والمحور الاقتصادي والمالي، والمحور الاجتماعي والثقافي، بهدف تحويل حوض المتوسط إلى فضاء موحد قائم على السلام والاستقرار والازدهار المشترك.
المحور السياسي والأمني
أوضح أبو العينين أن المحور السياسي والأمني يستهدف تعزيز الحوار الاستراتيجي بين دول ضفتي المتوسط لخلق بيئة سلام مستدام. ويعتمد هذا المحور على دعم سيادة القانون والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، إضافة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار الأسلحة. ويؤكد أن هذا الجانب هو العمود الفقري لأي شراكة حقيقية لأنه يضمن الاستقرار اللازم لنجاح بقية مسارات التعاون.
المحور الاقتصادي والمالي
أما المحور الاقتصادي والمالي فتهدف فُرصه إلى بناء منطقة ازدهار مشتركة عبر تأسيس منطقة تجارة حرة تدريجياً بين دول المتوسط، وتقديم دعم مالي وفني للدول التي تواجه تحديات تنموية واقتصادية. وأشار إلى أن برشلونة في بداياتها حملت طموحات كبيرة في تطوير الصناعات المشتركة ودعم التحديث الاقتصادي. وأوضح أن فترة رئاسة ساركوزي شهدت مناقشة مبادرات في قطاعات الصناعة والتعليم والتمويل، وأن الزخم تراجع بعد مغادرته ثم عاد مجدداً في الأعوام الأخيرة مع دعوات لإحياء القدرات الاقتصادية الشاملة والاستثمار في التنمية بدل الاعتماد على المعونات.
المحور الاجتماعي والثقافي
يرى أبو العينين أن المحور الاجتماعي والثقافي يعد من أهم جوانب التكامل بين شعوب المتوسط لأنه يعزز التفاهم والتبادل الثقافي والتعاون العلمي والتعليم وربط المؤسسات والجامعات. ويؤكد أن هذا المحور يعزز التفاهم والتقارب الحضاري عبر التبادل الثقافي والتعليمي والبحث العلمي وربط المؤسسات والجامعات. ويُفترض أن تزداد أهميته في ظل التحديات العابرة للحدود، مع دعم الروابط الإنسانية والتواصل بين الشعوب.
رؤية المرحلة المقبلة
شدد أبو العينين على أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد انتقالاً من البرامج النظرية إلى مشروعات حقيقية ذات مردود تنموي. وقال إن الحوار يتمحور الآن حول شراكة قائمة على الاستثمار ونقل التكنولوجيا والاستفادة من الجامعات والطاقات الكامنة. وتتركز الرؤية المستقبلية على الطاقة الجديدة والمتجددة والمشروعات الصناعية المتقدمة وعلوم المستقبل، إضافة إلى إنشاء جامعات مشتركة ودعم وظائف التنمية المستدامة وتمكين الشباب والمرأة عبر برامج جادة وذات نتائج ملموسة.
دفع سياسي وخطط مستقبلية
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة دفعة سياسية قوية داخل الاتحاد من أجل المتوسط، عبر سياسات تستهدف التقنية الحديثة وتواجه تحديات الطاقة والمناخ والصحة وتزيد القدرات الإنتاجية. وأشار كذلك إلى أن جائحة كورونا كشفت هشاشة سلاسل الإمداد العالمية، وهذا يدعو الدول المتوسطية إلى التفكير في صناعات بديلة وخامات نادرة وتكنولوجيا صناعية متقدمة والطاقة المتجددة كفرص استثمارية كبيرة.
دور البرلمانات
اختتم أبو العينين بأن البرلمانات بصفتها صوت الشعب سيكون لها دور محوري في وضع جداول زمنية للمبادرات ومتابعة تنفيذها. وأشار إلى أن ما يشهده المنتدى يعكس نشاطاً سياسيًا واقتصاديًا يهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطن في ضفتي المتوسط وفتح آفاق جديدة للتعاون القائم على التنمية والاستثمار والابتكار.