بشارة واكيم: رحلة رفض وتحدٍ من المحاماة إلى المسرح في ذكرى رحيله

توفي الفنان بشارة واكيم في 30 نوفمبر 1949 عن عمر يناهز 59 عاماً. ترك وراءه إرثاً فنياً واسعاً في المسرح والسينما جعل اسمه يظل حاضراً في ذاكرة الجمهور عبر الأجيال. برز اسمه كأحد رواد الكوميديا والمثقفين الذين كرّسوا حياتهم للفن.

البدايات والتحدي

وُلد بشارة واكيم في حي الفجالة بالقاهرة في 5 مارس 1890، واسمه الحقيقي بشارة يواقيم. حصل على ليسانس الحقوق عام 1917، وكان من المفترض أن يسافر في بعثة إلى فرنسا لولا اندلاع الحرب العالمية الأولى. عمل محامياً في المحاكم المختلطة لمدة عامين ثم قرر تغيير مساره الفني، وهو قرار واجه رفضاً شديداً من العائلة. ووصل الرفض ذروته عندما طرده أخوه الأصغر من المنزل بعدما حلق شاربه لإتمام مشهد تمثيلي مع فرقة جورج أبيض، فاضطر للمبيت في أروقة المسرح وتبدأ رحلة كفاحه.

مسيرة فنية من المسرح إلى السينما

انطلق بشارة واكيم في عالم المسرح، حيث شكل ثنائياً ناجحاً مع الفنان يوسف وهبي في فرقة رمسيس. عمل مع كبار النجوم مثل منيرة المهدية ونجيب الريحاني، واشتهر بأدواره في مسرحيات كلاسيكية مثل حسن ومرقص وكوهين والدنيا على كف عفريت. كان له تجربة سينمائية مبكرة عندما شارك في فيلم برسوم يبحث عن وظيفة (1923)، ثم امتدت مساهمته إلى ما يزيد على 380 عملاً ومسرحية، من أبرزها لعبة الست ولو كنت غني وليلى بنت الفقراء وقلبي دليلي.

إرثه وشخصيته

تميز بشارة واكيم بإتقانه اللغة العربية الفصحى، وهو أمر يعود إلى حفظه للقرآن الكريم وفهم معانيه، كما أتقن الفرنسية مما مكنه من تعريب عدد من المسرحيات العالمية. كان شاعراً موهوباً لكنه آثر أن يبقى شعره خاصاً به. ارتبط اسمه أيضاً بقصة عزوفه عن الزواج، وأرجعها البعض إلى فشل علاقتين عاطفيتين؛ الأولى بسبب رفض خطيبته لعمله في الفن، والثانية برفض الفنانة ماري منيب لطلب زواجه.

الخاتمة

تبقى أعماله شاهدة على مسيرة حافلة ومتوازنة بين المسرح والسينما. رسّخ صورة الفنان المثقف الذي أمضى عمره في خدمة الفن وتطويره. يظل اسمه مثالاً على الإرادة والتفاني في العمل الفني.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى