محيي الدين: تنفيذ التحول الرقمي يحتاج جرأة في السياسات وشراكات قوية

أعلن الدكتور محمود محيي الدين خلال المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة (MWC25) الذي عقد في الدوحة عن خارطة طريق للتحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسعى إلى دعم النمو والتنمية في دول المنطقة. وشدد على أن نجاح هذا التحول يتطلب شجاعة في السياسات وشراكات قوية بين مختلف الأطراف، إضافة إلى التزام واضح بتطبيق أدوات التمويل المبتكر لضمان أن تكون التكنولوجيا محركاً للشمول والقدرة التنافسية. كما أكد أن إدراج الرقمية كأصل استراتيجي يعزز صمود الاقتصادات أمام تحديات ندرة المياه وتغير المناخ. هذه الرؤية ترسّخ الإطار العام لكيفية ربط الاستثمار في البنية التحتية الرقمية بتمويل مبتكر يترجم الابتكار إلى أثر ملموس على الأرض.

خارطة التحول الرقمي

في كلمته خلال جلسة معالجة الجفاف وتحديات المياه، أكد أن الحلول الرقمية وحدها لا تكفي لمواجهة العمل المناخي، ودعا إلى إقرانها بأدوات التمويل المبتكر مثل التمويل المشترك والسندات الخضراء وآليات تقاسم المخاطر. وأوضح أن المنطقة من أكثر المناطق العالم إجهاداً مائياً، وأن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد التحلية بنسب عالية تصل إلى 70-90% من إمداداتها، ما يجعل تعزيز كفاءة المياه في الزراعة أمراً ملحاً. وطرح إطار عمل بخمسة محاور يهدف إلى تحويل الابتكار إلى أثر على المنظومة، ويتضمن تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتوسيع كفاءة المياه في الزراعة، وحشد التمويل من أجل التكيف، وتطوير بنية تحتية لإدارة البيانات على مستوى إقليمي، وتعزيز قدرات المؤسسات بشكل عام.

التمكين التنظيمي والشراكات

شارك في مائدة مستديرة بعنوان “من التنظيم إلى التمكين: دفع الاستثمار في البنية التحتية”، حيث شدد على ضرورة تحويل الأُطر التنظيمية من التنظيم من أجل التحكم إلى التنظيم من أجل التمكين والابتكار والاستثمار. وأوضح أن التحديات تتعلق بالأطر التنظيمية القديمة، والتنسيق الإقليمي المحدود، والأعباء المالية والتنظيمية المفروضة على المشغلين، إضافة إلى غياب الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص. كما أشار إلى أن المستقبل يعتمد على بناء بنية تحتية رقمية تعتبر أصلًا استراتيجيًا تتيح سياسات تمكن من التنبؤ والاستدامة.

الذكاء الاصطناعي والتنمية البشرية

وفي جلسة “البشر في صُلب الموضوع” أكد أن مستقبل العمل والاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي يتطلب أن تخدم ابتكارات الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية التنمية البشرية. وأوضح أن التحدي ليس في أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر، بل في كيفية استغلال هذه الأدوات لتمكين البشر وتعزيز الأنظمة الاقتصادية. كما حدد الأولويات العملية في الاستثمار في القدرات البشرية عبر تزويد الكوادر بمهارات الذكاء الاصطناعي وتطوير أدوات التعلم، وتنظيم الأموال الرقمية والذكاء الاصطناعي بمرونة وبُعد نظر، إضافة إلى بناء أنظمة حماية اجتماعية تجعل المجتمعات أكثر قدرة على التعامل مع الصدمات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى