رحيل والدة عماد الطناني

ينعى الكاتب الصحفي صموئيل العشاي ببالغ الحزن والأسى رحيل الأم الفاضلة، والحاجة الكريمة، أم عماد الطناني، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى بعد صراع طويل مع المرض، صراع واجهته بقلب راضٍ، وصبر جميل، وإيمان راسخ لا يتزعزع بقضاء الله وقدره.

لقد كانت الفقيدة – رحمها الله – مثالًا نادرًا للأم المصرية الأصيلة، سيدة عرفت معنى العطاء الحقيقي، وتحملت مشقات الحياة بصمت وكرامة، فوهبت عمرها وأسهرته في تربية أبنائها، وغرست في نفوسهم القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، فخرجوا للحياة رجالًا يعتمد عليهم، وكانوا خير سند لها في حياتها، وخير أثر باقٍ من عطائها الذي لم ينقطع يومًا.

وفي أيام مرضها الطويلة، لم تُعرف عنها شكوى أو جزع، بل كانت تواجه الألم بروح مطمئنة ولسان ذاكر، تردد دومًا:

«الحمد لله على كل حال»، راضية بقضاء الله، مستسلمة لإرادته، تمنح من حولها درسًا صادقًا في الصبر والرضا والإيمان.

برحيلها، تفقد الأسرة أمًا حنونة، وتفقد الدنيا قلبًا طيبًا، وتفقد القيم الإنسانية نموذجًا مشرفًا للمرأة الصابرة المؤمنة، لكن عزاءنا أنها تركت سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وأبناءً يحملون اسمها وفضلها في كل خطوة من حياتهم.

نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يجعل مرضها كفارة ورفعة في درجاتها، وأن يلهم أسرتها ومحبيها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى