قضايا كبرى: قصة قفص المحكمة وأهميته

يعتبر قفص المحكمة أحد أبرز الرموز المرتبطة بقاعات المحاكم الجنائية. يرتبط حضور قفص المحكمة بقضايا كبرى وخطيرة، وهو شاهد صامت على لحظات فاصلة في تاريخ العدالة. ويوفر وجوده إطارًا قانونيًا وأمنيًا وتنظيميًا حاسمًا داخل منظومة التقاضي. يصمم القفص وفق مواصفات صارمة تتيح للمتهم رؤية هيئة المحكمة وسماع مجريات الجلسة مع الحفاظ على فاصل آمن بينه وبين الحضور.
وتكمن أهميته كأداة تنظيمية تسهم في حفظ النظام داخل القاعة ومنع أي محاولات اعتداء أو فوضى، خصوصًا في القضايا التي تضم أعدادًا كبيرة من المتهمين أو حضورًا جماهيريًا وإعلاميًا مكثفًا. ويُصنَّع القفص عادة من الحديد أو الزجاج المقوّى المقاوم للكسر، ويُثبت في موضع يسمح للمتهم بمراقبة الجلسة مع الحفاظ على الفصل الآمن بينه وبين الحضور. وفي السنوات الأخيرة حدث تطور ملحوظ حيث جرى استبدال بعض الأشكال الحديدية بزجاج عازل للصوت في قضايا محددة، بما يوازن بين مقتضيات الأمن وحقوق الدفاع. وتؤدي هذه التطورات إلى حماية المتهمين وتخفيف التوتر داخل القاعة.
من الاغتيالات إلى القضايا الإرهابية
شهد القفص عبر عقود ظهور عدد من أبرز المتهمين في قضايا جنائية وسياسية وإرهابية أثّرت في الرأي العام، فارتبط ظهوره بمحاكمات تاريخية ظلت محفورة في ذاكرة المجتمع. وكان الهدف الأساسي من وجود القفص تحقيق الانضباط والأمان مع احترام حقوق الدفاع وعلنية الجلسات. وتظل هذه الأداة جزءًا أصيلًا من مشهد التقاضي تعكس تطور المنظومة القضائية وسعيها إلى التوازن بين الأمن والعدالة في قاعات تُفصَل فيها مصائر المجتمع. ويرى القضاة أن وجوده يساهم في حماية الجميع وتسهيل إدارة القضايا المعقدة.