رحل أثناء التصوير: ذكرى وفاة الرجل الثاني صلاح ذو الفقار

يُعد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار من أبرز نجوم تاريخ السينما المصرية وفناناً متعدد المواهب. وُلد في مدينة المحلة الكبرى ضمن أسرة تنحدر من العباسية بالقاهرة، وكان والدُه ضابطاً كبيراً في وزارة الداخلية. تميّزه الرياضي جعله بطلاً في الملاكمة وفاز ببطولة كأس الملك في الوزن الريشة عام 1947، ثم التحق بكلية البوليس قبل أن يتجه نحو الفن في عام 1956.
الخطوات الأولى في الفن
بدأت خطواته الفنية مع فيلم ‘عيون سهرانة’ إلى جانب الفنانة شادية. تواصل حضوره فظهر في فيلم ‘رد قلبي’ ثم ‘الرجل الثاني’ (1959)، وهو ما مثل نقطة تحوّل في مسيرته. ومع بدايات ستينات القرن الماضي ازدهرت مسيرته وبرزت مساهماته من خلال عمله في فيلم ‘الناصر صلاح الدين’.
نجاحاته مع شادية والتعاونات
كما حقق نجاحاً مستمراً في سلسلة أعمال مع الفنانة شادية التي تزوجها لاحقاً. من بين أفلامهما: ‘عفريت مراتي’، و’مراتي مدير عام’، و’أغلى من حياتي’. واستمر في تقديم أعمال مثل ‘صباح الخير يا زوجتي العزيزة’ و’موعد في البرج’.
المسيرة التلفزيونية والمسرحية
لم يقتصر عطاؤه على السينما بل شارك في أعمال تلفزيونية مثل ‘رأفت الهجان’ و’عائلة شلش’، إضافة إلى المسرحية ‘رصاصة في القلب’ التي أضافت نجاحاً إضافياً إلى رصيده. كما أدار مساراً فنياً متنوعاً عبر المسرح والدراما التلفزيونية، ما عزّز مكانته كأحد أبرز وجوه الفن المصري. وظلت مسيرته الفنية حاضرة بكل تنوعها حتى سنواته الأخيرة في عالم الفن.
الوفاة والإرث الفني
توفي صلاح ذو الفقار في 22 ديسمبر 1993 إثر أزمة قلبية أثناء تصوير مشاهد فيلم ‘الإرهابي’. ترك وراءه إرثاً فنياً يضم عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، كما ظل اسمه علامة بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي. يظل تأثيره الفني حاضراً في الأجيال اللاحقة من خلال أمثلة التمثيل المتنوعة التي قدمها عبر عقود.