الأسواق الناشئة تتصدر رهانات المستثمرين في 2026

أعلن تقرير لوكالة بلومبرغ أن عام 2026 يبدأ كأحد أقوى الرهانات الاستثمارية في وول ستريت، مدفوعًا بتحسن الأساسيات الاقتصادية في عدد من الاقتصادات النامية وتزايد الرغبة في تنويع المحافظ بعيدًا عن الأصول الأمريكية. يشير التقرير إلى أن تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة كانت الأقوى هذا العام عبر مختلف فئات الأصول. كما يعكس ذلك عودة الاهتمام بقطاع ظل لسنوات خارج دائرة الضوء بسبب الأداء الضعيف في فترات سابقة.
للمرة الأولى منذ عام 2017، تفوقت أسهم الأسواق الناشئة على نظيراتها الأمريكية، فيما تقلص الفارق بين عوائد سندات الأسواق الناشئة والسندات الأمريكية إلى أدنى مستوى له في 11 عامًا. وتعزز التفاؤل مع إشارات من بنوك الاستثمار الكبرى مثل جي بي مورجان ومورجن ستانلي إلى استفادة الأسواق الناشئة من ضعف الدولار والطفرة في قطاع الذكاء الاصطناعي، مع توقعات بتدفقات بنحو 50 مليار دولار إلى صناديق ديون الأسواق الناشئة خلال العام المقبل. وفي المقابل، تبقى مراكز المستثمرين دون مستوياتها الطبيعية إذ بلغت تدفقات الأسهم الناشئة نحو 31 مليار دولار في 2025، وجذبت صناديق ديون الأسواق الناشئة أكثر من 60 مليار دولار.
مخاطر وتحديات 2026
رغم التفاؤل، تظل الصين أحد المخاطر البارزة بفعل دورة انكماش سعري وتصدير فائض إنتاجي يضغط على الصناعات المحلية. كما يبقى مسار الدولار الأمريكي حاسمًا، فهبوطه هذا العام بدعم من سياسات الفيدرالي يمكن أن يتبدل مع أي إشارات لعودة قوة الدولار وتخفيف تدريجي في الفوائد. ويتوقع محللون أن تظل العوائد إيجابية في 2026، مع استمرار التدفقات القوية في الأسواق الناشئة، إذ سجلت صناديق ديون الأسواق الناشئة نحو 4 مليارات دولار في أسبوع واحد منتصف ديسمبر، وهو الأعلى منذ يوليو السابق. ويرى عدد من المحللين أن صمود الأسواق الناشئة أمام تقلب الدولار وتغير السياسة النقدية قد يدفع المستثمرين إلى إعادة توزيع أصولهم عالمياً.