الشيخ محمد عبد الله : الاحتفال بميلاد المسيح يولد داخل الإنسان
وجّه الشيخ محمد عبد الله نصر تهنئة خاصة إلى المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، مؤكدًا أن الاحتفاء بالسيد المسيح يتجاوز حدود الزمان والتاريخ المرتبطين بيومي 24 ديسمبر أو 6 يناير.
وأوضح الشيخ محمد عبد الله نصر أن المعنى الحقيقي للاحتفال بميلاد السيد المسيح لا يكمن في الطقوس أو التواريخ، وإنما في الجوهر الروحي العميق، حين تمتزج روح الإنسان بروح المسيح، فيولد داخل الإنسان ما وصفه بـ«وعي المسيح». وأضاف أن هذا الوعي يجعل الإنسان مباركًا أينما حلّ، باعثًا للحياة في القلوب الميتة، وسببًا للشفاء والهداية لكل من يراه، حتى تصبح رؤيته شفاءً للقلوب المريضة، وتجسيدًا لمعاني كلمة الله وروحه، ومؤيَّدًا بروح القدس.
وأشار إلى أن الإنسان في هذه الحالة يصبح شاهدًا حيًا على القيم الإلهية، حتى إذا رآه الناس قالوا: «الله»، تعبيرًا عن انعكاس الصفاء والمحبة والقداسة في سلوكه وأثره. وبيّن أن الاحتفال الحقيقي بالسيد المسيح يحقّ لمن ولد فيه هذا الوعي الروحي، لا باعتباره حدثًا تاريخيًا فحسب، بل تجربة حياة متجددة.
كما لفت الشيخ محمد عبد الله نصر إلى أن مفهوم العيد في القرآن الكريم ارتبط بمائدة السيد المسيح، معتبرًا أن يوم ولادة وعي المسيح في الإنسان، وتغذّيه من مائدته الروحية والمعرفية، هو يوم العيد الحقيقي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الخلاصة تتمثل في أن يحيا الإنسان بروح المسيح، ويحيا المسيح في روحه، لتتحول القيم الإلهية إلى سلوك حيّ ينعكس رحمة ومحبة وسلامًا في المجتمع.
