احمد علام الخولي يكتب: عيد الكريسماس حنان وحنين وامان في سوهاج بلدي

تسيب الفيسبوك ده وتنزل الشارع في سوهاج، تسمع أجراس الكنيسة الكاثوليكية وتشوف شكل الشوارع وهي بتحتفل بعيد الميلاد، وتستشعر استعدادات الكنيسة الأرثوذكسية والحركة قدّام بيت الرحمة، وزحمة محلات الهدوم ورا كنيسة الثقافة عشان العيد.

تشوف معظم الستات اللي ماسكة ولادها وبتشتريلهم هدوم، حرفيًا مسلمات، وتشوف عربية البليلة في أول شارع نقابة المعلمين، واقف قدّامها زباينها: ناس راكبة عربيات فخمة، وناس على موتوسيكلات، وناس الطبق ده هو عشاهم… وكلهم مستنيين البليلة.

تشوف البنات في شوارع الكاشف وشارع 15 لحد شارع الترعة المردومة؛ المسيحيات ماشيين، والمسلمات ماشيين، والساعة داخلة على نص الليل في أمان تام. النور والدفا، وعربيات البطاطا، وعساكر المرور، وكافيهات البنات، ومحلات الفطير والبيتزا.

ولما تشوف صورة شيخ الأزهر والمفتي الصبح في الكاتدرائية لتقديم التهنئة، تحس بحنين وحنان وأمان واطمئنان.

ترجع تدخل الفيسبوك تلاقي قصص وأساطير وأوهام ومشاكل عليها كلام مالوش أي علاقة بالواقع والحقايق، وكل شوية على السوشيال ميديا ناس بتستغل أي مشكلة لأهداف لا علاقة لها بالمشكلة نفسها ولا بحلها، لكن ليهم هدف سلبي محدد تجاه البلد. وتلاقي سطحية في اختلاق قضايا وموضوعات مالهاش قيمة حقيقية في حياة الناس.

الأخطر إنهم بيضلّلوا الناس عن واقعهم وبيفصلوهم عن مجتمعهم. لكن دي ظواهر مش هتأثر في بنية المجتمع وتداخله، لأن المجتمع ده هو اللي مخلي البلد واقفة ومكمّلة: بصلبانها فوق كنائسها، ونور جوامعها فوق المآذن، وبصالوناتها الفنية والثقافية، وتنوع أديانها وملابسها وطبقاتها، وزخمها وتناقضاتها واختلافاتها. ولا تخلو الحياة من مشكلة هنا أو هناك في مجتمع ضخم زي مجتمعنا.

أعياد طيبة مباركة عليكم وعلى بلدنا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى