السجن ثلاث سنوات لاب قتل ابنه بعد ادمانه المخدرات

شهدت محافظة أسيوط واحدة من أكثر الوقائع الأسرية مأساوية، بعدما تحوّل منزل أسرة بمركز صدفا إلى مسرح لجريمة قتل هزّت الرأي العام، وانتهت بإصدار حكم قضائي بالسجن المشدد على الأب المتهم.

وتعود أحداث القضية رقم 1152 لسنة 2025 جنايات مركز صدفا إلى تلقي الأجهزة الأمنية إخطارًا يفيد بالعثور على الشاب مؤمن ع. ج، في العقد الثاني من عمره، جثة هامدة داخل إحدى الغرف بمنزل أسرته، في ظروف غامضة حملت شبهة جنائية واضحة. وعلى الفور انتقلت قوات الأمن إلى موقع البلاغ، وتم فرض طوق أمني ونقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف جهات التحقيق.

وكشفت تحريات مباحث مركز شرطة صدفا، بإشراف الرائد محمد جمال كامل رئيس وحدة المباحث، أن والد المجني عليه هو مرتكب الواقعة، وذلك عقب خلافات متكررة بينه وبين نجله بسبب إدمان الأخير المواد المخدرة، وارتكابه وقائع سرقة لتمويل تعاطيه، ما تسبب في توتر دائم داخل الأسرة.

وبحسب التحقيقات، تطورت إحدى المشادات الكلامية إلى اعتداء عنيف، حيث قام الأب بضرب نجله بعصا خشبية، ثم قيّده من يديه وقدميه، واقتاده إلى غرفة أعلى سطح المنزل، فيما عُرف إعلاميًا بقضية “أوضة السطوح”. وبعد ذلك، أحضر حبلًا ولفّه حول عنق نجله وشدّه حتى فارق الحياة، قاصدًا إزهاق روحه، بدافع الغضب واليأس من سلوك الابن.

وبعد استكمال التحقيقات وإحالة القضية إلى محكمة الجنايات، قضت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات أسيوط بمعاقبة المتهم، وهو عامل، بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات، بعد إدانته بقتل نجله. وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد فتحي صادق رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين عماد الدين عزت محمد ومحمد إبراهيم صقر، وبأمانة سر صلاح تمام محمد.

وأكدت المحكمة، في حيثيات حكمها، أن الجريمة جاءت نتيجة فقدان الأب السيطرة على أعصابه بسبب استمرار نجله في تعاطي المخدرات وارتكاب السرقات، في واقعة أعادت إلى الواجهة المخاطر الاجتماعية والنفسية للإدمان، وما قد يترتب عليه من تفكك أسري ونهايات مأساوية.

وأثارت القضية حالة واسعة من الجدل والحزن بين أهالي المنطقة، وسط مطالبات بتعزيز دور العلاج من الإدمان، والدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تواجه أزمات مشابهة، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم التي تدفع ثمنها الأسرة والمجتمع معًا.