صفاء الليثى تكتب: العرض ما زال قائمًا والفرحة مستمرة

تتابع فيلم “ضايل عنا عرض” فرقة غزة الحر في رحلة فنية بين شمال وجنوب غزة، وتظهر فرحة البنات اليافعات وأطفال غزة أثناء تفاعلهم مع العروض. يظهر خلف المشهد مبانٍ مدمّرة لا يلتفتون إليها، كأنها جزء من واقعهم اليومي. تؤكد اللقطات أن الفرح قوة تقاوم الظروف القاسية وتدفعهم إلى الاستمرار. يبرز العمل رسالة الفرقة في إسعاد الأطفال رغم الحرب والظروف المحاصرة.

رحلة الفرقة

يروي يوسف، مؤسس سيرك غزة الحر، ما حدث في السوق حين تسقط قذيفة ويخيم الظلام، ثم يعود الناس إلى حياتهم خلال دقائق كأن شيئاً لم يكن. يذكر هدم بيت الجيران وتعازهم لأهلهم، بينما يستمرون في سرد الحكايات وتبادل الحديث أثناء التحضير للعروض. تظهر اللقطات كيف يبقى الفرح حاضراً رغم الخسائر، وتؤكد أن الأداء وسيلة لإبقاء الأمل حيّاً. يشارك في الفرقة شباب غزة مثل يوسف خضر، محمد أيمن، محمد عبيد (جاست)، أحمد زيارة (بطوط)، إسماعيل فرحات وآخرين، وتظهر أسماؤهم أثناء الرحلة.

أسلوب الفيلم والتلقي

يعتمد الفيلم على لحظات حية ومونتاج من دون سيناريو مسبق، مع موسيقى تصويرية تكمل الإيقاع وتغني حماسة الأداء. يتسم الأسلوب بالواقعية والصدق في تقديم حكاية فرقة تتعايش مع الحرب وتواصل سعيها الفني. نال العمل جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو ما يعكس تفاعل الحضور مع قصة الفريق وأدائه. تشارك في إنتاج الفيلم مي سعد وأحمد الدنف، مع تصوير أحمد الدنف ويوسف مشهراوي ومحمود مشهراوي، وتضمّن العمل أسماء أعضاء الفريق الذين يشاركون في الرحلة.

تختتم الرحلة بعرض أخير في خان يونس بينما يقف الأطفال أمام مبانٍ مهدمة وتعلو أصواتهم بالغناء، ما يبرز أن الفرح مستمر بينما يتواصل النضال من أجل الحياة والكرامة. تبرز الرسالة أن الفرح ليس هدفاً عابرًا بل سلاحاً من سُبل المقاومة التي يلتزم بها الفلسطينيون في غزة. يظل الجمهور يرى في هذه المشاهد مثالاً حيّاً على قوة الإنسان حين يختار الفرح كقوة دافعة ويُثبت أنها ممكنة حتى في أحلك الظروف.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى