رحلة بابا عبده: من رفضه في المعهد إلى خليفة جورج أبيض

نشأته وبداية موهبته
وُلد عبد المنعم مدبولي في حي باب الشعرية بالقاهرة عام 1921. وتوفي والده وهو رضيع. ظهرت موهبته التمثيلية في المرحلة الابتدائية، وتأسست في الإعدادية فرقة “النهضة” المسرحية. درس النحت في كلية الفنون التطبيقية، ورفضه معهد التمثيل لقصره، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1945.
الانطلاق الفني وتأسيس المسرح الحر
انضم إلى فرقة جورج أبيض التي تنبأت له بمستقبل كبير وقالت له: ستكون خليفتي في الدراما. ثم انتقل إلى فرقة فاطمة رشدى ليصبح بطل الفرقة بأجر ريال يومياً. أسس فرقة المسرح الحر عام 1952 وتوالت عليه أعمال مثل الأرض الثائرة وحسبة برما. كما أبدع في مسرحيات جماهيرية مثل السكرتير الفني مع فؤاد المهندس وريا وسكينة، وتُعد مفارقة انسحابه من دور الناظر في مسرحية مدرسة المشاغبين بسبب ارتجال الممثلين وإطالة العرض لأربعة ساعات.
الشهرة التلفزيونية والسينمائية
ارتبط اسمه بشخصية “بابا عبده” في المسلسل الشهير “أبنائي الأعزاء.. شكراً”. كان الرئيس أنور السادات يتابعه باستمرار وقال إنه أبكاه كثيراً. بدأ مشواره السينمائي متأخراً عام 1958 بفيلم “أيامي السعيدة”، ليقدم بعدها نحو خمسين فيلماً. من أبرز أعماله “ربع دستة أشرار”، “عالم مضحك جداً”، “الحفيد”، و”إحنا بتوع الأتوبيس”. كما قدم عدداً من أغاني الأطفال.
الرحيل والتكريم
خاض في أواخر حياته رحلة علاج من سرطان الكبد في لندن. وتوفي في 9 يوليو 2006 عن عمر 84 عاماً، إثر إصابته بالتهاب رئوي وهبوط حاد في الدورة الدموية. ترك آخر أعماله السينمائية فيلم “أريد خلعاً”.