وكيل جهاز امن الدولة يرسم سيناريوهات ازمة غزة وسيناء

قدم اللواء خيرت شكري وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، سيناريوهات للازمة في غزة والسيناريوهات المتوقعه من وجهة نظرة.

وكتب اللواء شكري علي صفحته في الفيس الاتي:

تشهد منطقة الحدود بين مصر وقطاع غزة تحوّلات ميدانية خطيرة، في إطار أكبر عملية قذرة أمريكية-إسرائيلية، تُهدِّد الحدود الشرقية لمصر وأمنها القومي، وذلك عقب بدء التنسيق بين أمريكا وإسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية لسكان غزة في جنوب القطاع عبر شركتين أمنيتين أمريكيتين. وقد أثار هذا التحرك قلقًا مصريًا واسعًا، لما يحمله من أبعاد تتجاوز الطابع الإنساني، لتشمل أهدافًا سياسية وأمنية تمسّ التوازن الإقليمي.

هذا التحرك يحمل في طيّاته مخاطر جسيمة على الأمن القومي المصري، أبرزها:
• انتقال الكثافة السكانية من شمال غزة إلى جنوبها سيؤدي إلى اقتراب أعداد ضخمة من السكان من معبر رفح.
• احتمال تعرّض مصر لضغوط دولية لفتح الحدود أمام لاجئين فلسطينيين تحت مسمى “الوضع الإنساني”.
• وجود شركات أمنية أمريكية على حدود قطاع غزة مع مصر قد يُشكّل ذريعة للتدخل الدولي لاحقًا على الحدود المصرية، بما يهدد السيادة الوطنية.
• توزيع المساعدات حصريًا في الجنوب قد يؤدي إلى فصل شمال غزة عن جنوبها، وخلق “منطقة آمنة” قرب الحدود المصرية خارجة عن السيطرة الرسمية.
• احتمالية تسلل عناصر مشبوهة أو تنشيط خلايا متطرفة في شمال سيناء، مستغلّة الضغط والفوضى الناتجين عن التكدس السكاني على الحدود.

ليبقى السؤال المطروح: ما هي السيناريوهات المحتملة لهذا التحرك؟
من وجهة نظري، هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

الأول: دخول تدريجي للفلسطينيين إلى سيناء مع فقدان السيطرة على الحدود، وتحويل المشهد إلى أمر واقع دولي.
الثاني: إبقاء المعبر تحت السيطرة المصرية مع قبول جزئي للحالات الإنسانية، مع استمرار الضغوط والتهديدات الأمنية.
الثالث: تحرك مصري-عربي لمنع أي تغيير ديموغرافي أو أمني على حدود مصر، مع إعادة توزيع المساعدات داخل غزة بإشراف دولي محايد، وليس عبر أطراف أمنية أمريكية.

من الواضح أن المخطط الأمريكي-الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في جنوب غزة يُمثّل تحدّيًا مباشرًا لمصر، ليس فقط من الناحية الأمنية، بل من حيث توازن القوى الإقليمية، وإدارة ملف القضية الفلسطينية.

إن الموقف يتطلّب تعاملًا حاسمًا وعقلانيًا لحماية الأمن القومي المصري، ومنع فرض أي واقع جديد على الحدود.

وقد يُمكن – من وجهة نظري، وفي ضوء الحرص على عدم الانجرار إلى صدام مباشر ما أمكن – القيام بما يلي:
1. التمسّك بالموقف المصري الرافض لتوطين الفلسطينيين في سيناء بشكل قاطع.
2. التحرّك العاجل عبر الجامعة العربية والمنظمات الدولية لتجريم استغلال الأوضاع الإنسانية سياسيًا.
3. تعزيز إجراءات التأمين الحدودي في شمال سيناء.
4. دعم دور السلطة الفلسطينية كجهة مسؤولة عن قطاع غزة، ورفض أي ترتيبات بديلة خارج الإطار الفلسطيني الرسمي.

أما في حال فشل ضبط النفس، واستمرار العدو في الإصرار على المضيّ في مخطّطه الذي يهدد أمن مصر القومي، فحينها لكل حادث حديث، ولكل موقف ردّ مناسب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى