متى يفيق العرب ويدركون بعد نظر الرئيس السيسي؟

بقلم صموئيل العشاي:

عندما نتحدث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإننا نتحدث عن قائد يجمع بين الحنكة السياسية والاستراتيجيات الاقتصادية العميقة. فالرجل لم يكن فقط رئيساً، بل كان “رجل مخابرات” على حد تعبير البعض، لأنه يتعامل مع التحديات الكبرى بشكل علمي وبعيد عن الانفعالات السياسية اليومية. ومع ذلك، للأسف، في الوقت الذي أثبت فيه السيسي قدراته القيادية البارزة، ظلت بعض الدول والحكام العرب في حالة من السبات السياسي، يتابعون من بعيد دون أن يقدّروا العواقب الخطيرة التي تهدد الأمن القومي العربي.

بينما يقف الرئيس السيسي متصدياً للمؤامرات العالمية والإقليمية، ويقوم بدور محوري في إدارة الأزمات الأمنية والاقتصادية، نجد أن بعض الحكام العرب لا يزالون يتجاهلون مواقفه الثابتة في محاربة الإرهاب ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية، بل إنهم لا يكادون يخرجون عن نطاق الحسابات السياسية الضيقة. لم يتوقف السيسي عند حدود الداخل المصري بل اتخذ مواقف قاطعة تجاه ملفات عميقة، مثل الأمن المائي لمصر، وأمن البحر الأحمر، ومعالجة الأزمات السياسية في ليبيا والسودان، ناهيك عن دوره الفاعل في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية.

لكن في الوقت الذي يبذل فيه السيسي كل هذه الجهود لضمان استقرار مصر والمنطقة، نجد أن بعض الحكام العرب يواصلون الوقوف في معسكرات ضبابية، لا يدركون أن اللحظة تتطلب أكثر من مجرد كلام أو شعارات جوفاء. يتخبطون في سياسات ضيقة تؤدي إلى تضارب المصالح وتفكيك الصف العربي بدلاً من تعزيز وحدته. هم منغمسون في نزاعاتهم الداخلية أو متورطون في علاقات لا تحمل سوى الأضرار لأوطانهم، بينما السيسي يسعى جاهداً لتحقيق مصالح الأمة العربية بأسرها.

لا شك أن الرئيس السيسي لا يحتاج إلى شهادة أحد في قدراته على القيادة. لقد أظهر للعالم كله أنه يمتلك رؤية استراتيجية تتجاوز المدى القصير. فهو لم يقتصر فقط على الدفاع عن مصالح بلاده، بل عمل على تعزيز الأمن العربي في مواجهة التحديات الخارجية، وقدم رؤى لإعادة بناء الاقتصاد العربي وتحقيق التكامل بين الدول. لكن السؤال الأهم: متى يدرك الحكام العرب أن الركود الذي يعيشونه في بعض عواصمهم أصبح عائقًا أمام تقدم الأمة؟ متى يتوقفون عن تجاهل وجود قوى استراتيجية مثل مصر تحت قيادة السيسي؟ متى يعون أن الوحدة والتعاون العربي هما الطريق الوحيد لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة؟

في النهاية، يبقى الأمل في أن يفيق العرب من غفوتهم، ويتوحدوا خلف رؤية واحدة تُعيد للأمة العربية مكانتها بين الأمم، ويعلمون أن الرئيس السيسي لا هو مجرد رئيس، بل هو قائد ذو بعد نظر في زمن قل فيه القادة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى