سيناء تتألق بحشود المصريين دعمًا لغزة والتفافًا حول الرئيس

بقلم – اللواء ا . ح صلاح المعداوي:

في مشهد وطني مهيب لم تشهده الطرق المؤدية إلى سيناء من قبل حيث تدفقت فجر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، قوافل شعبية ضخمة عبر طريق نفق “تحيا مصر” في اتجاه مدينة العريش، تضم الآلاف من الأوتوبيسات والميني باصات والسيارات الخاصة ، في تحرك شعبي واسع يعبّر عن وحدة المصريين والتفافهم حول قيادتهم السياسية، ودعمهم الكامل للقرارات الوطنية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من عدوان إسرائيلي همجي.

منذ الساعة الرابعة وأربعين دقيقة صباحًا، بدأت ملامح المشهد تتضح، حين توقفت حركة السير على بعد 35 كيلومترًا من نفق تحيا مصر في اتجاه العريش، وبدأت تتشكل طوابير طويلة من المركبات امتدت على مدى كيلومترات في الاتجاهين. الآلاف من السيارات التي حملت مواطنين من مختلف المحافظات توقفت في انتظار تحرّك الطريق، في مشهد بدا وكأنه لوحة وطنية نادرة، ترسمها أضواء المصابيح أمام الفجر، وتعبّر عن روح مصر التي لا تغيب عن مواقف الكرامة.

هذا الحشد الهائل الذي ضم جموع الشعب المصرى بكل فئاته وطوائفه وشاركت أمانة القاهرة بحزب حماة الوطن فيه فى إطار مشاركة الحزب من جميع محافظات الجمهورية أعاد إلى الأذهان أيام المجد الوطني الكبرى، حين خرج الشعب المصري في 30 يونيو & 3 يوليو ليستعيد بلاده من حكم جماعة الإخوان الإرهابية. فقد مثل الحشد اليوم، ذات الروح الثائرة تخرج من القاهرة إلى العريش، ولكن هذه المرة، دعماً للحق الفلسطيني، ورفضًا للقتل والتجويع والإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتأييدًا لمواقف القيادة السياسية المصرية الحكيمةالتي تقف بقوة أمام محاولات تهجير الفلسطينيين أو المساس بالأمن القومي المصري.

مع شروق الشمس، ظلت القوافل متوقفة أمام كمين “الطاسة” لنحو ساعة ونصف دون تحرّك يُذكر، ليبدأ بعدها التحرك البطيء قرابة الساعة السادسة والنصف صباحًا. ومع هذا البطء، لم تغب الروح الوطنية عن المشهد، حيث ظل المشاركون يرفعون الأعلام المصرية، ويهتفون تأييدًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، ويؤكدون ثقتهم في مواقفه تجاه العدوان على غزة، وفي قراراته الحاسمة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورفض أي شكل من أشكال التهجير أو التوطين على حساب الأرض المصرية.

اللافت في المشهد، أن الزحام امتد خلف الحشد لمسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات، وامتد أمامهم حتى نقطة التفتيش لنحو سبعة كيلومترات، في دلالة واضحة على حجم المشاركة. التكدس الهائل لم يكن فقط دليلًا على الحضور الشعبى ، بل بدا وكأنه رسالة مصوّرة من الشعب إلى العالم، التقطتها – كما يتوقع المشاركون – الأقمار الصناعية ليلاً كما تظهر فى الصور التى تم التقاطها بالموبايلات ، لتكشف عن الإرادة الحقيقية للشعب المصري حين يقرّر أن يقول كلمته في القضايا المصيرية.

ومع تزامن الحدث مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، بدا أن التحرك الشعبي يحمل أيضًا أبعادًا سياسية ورسائل إلى الخارج. فهذه الحشود التي خرجت فجرًا لا تعبّر فقط عن تأييد الرئيس، بل توجه أيضًا رسالة مباشرة إلى المجتمع الدولي مفادها أن مصر بشعبها وقيادتها ترفض العدوان وتنادى بالسلام ، وتقف ضد التهجير، وتدعم بكل الوسائل صمود الفلسطينيين. إنه تحرّك شعبي ورسمي على السواء، يرسّخ مبدأ أن السيادة الوطنية لا تساوم، وأن قضية فلسطين ليست قضية حدود، بل قضية كرامة وهوية.

إن هذا اليوم، بكل ما فيه من مشاهد ملحمية، سيُضاف إلى سجل الأيام الوطنية الكبرى، ليقف إلى جوار يومي 30 يونيو & 3 يوليو، حيث قرّر الشعب أن يبعث رسالة لكل دول العالم ، وحيث تعالت الهتافات آنذاك ضد حكم الجماعة، واليوم تعلو من جديد ضد الاحتلال والعدوان، ومع الشرعية الوطنية، ومع قائد اختاره الشعب بإرادته، وجدد له العهد في المواقف قبل الانتخابات.

مصر اليوم تسير على درب الكرامة ذاته، ومشهد العريش ليس إلا ترجمة صادقة لإرادة شعب لا يرضى بالظلم، ولا يساوم على ترابه، ولا يصمت على قتل الأبرياء، ويعلن بصوت واحد: نحن مع فلسطين، ومع قائدنا، وضد التهجير، ومع السلام العادل القائم على الحقوق والكرامة ..
واهلا وسهلا دائما بكل زعماء العالم المحبين للحق والعدل والسلام على أرض مصر المحروسة كما حلّ علينا أهلاً ونزل سهلا السيد ماكرون رئيس فرنسا الحرية ضيفاً عزيزاً ليحمل معه رسالة السلام من شعب مصر العظيم إلى كلّ زعماء العالم .
وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى