جولات لمتابعة أعمال بعثات بولندية وسويسرية في مقابر الدولة الوسطى وجبانة القرنة – صور

تتواصل الأعمال البحثية في جبانة البر الغربي بمحافظة الأقصر عبر بعثات دولية تنفّذ مشاريع ميدانية متقدمة، وتُشرف عليها جهات أثرية محلية إلى جانب خبراء أجانب، بهدف توثيق وتقييم استخدام المقابر عبر العصور وربطها بالسياق التاريخي والديني للمجتمع المصري القديم حتى العصور الحديثة.

تختص بعثة بازل السويسرية في إطار مشروع Life Histories of Theban Tombs بدراسة مقابر شيخ عبد القرنة في طيبة الغربية من منظور تاريخي علمي شامل. تركّز البعثة على المقابر 84 و95 من عصر الأسرة الثامنة عشرة، وتعمل على توثيق وتحليل évolutions استخدام هذه المقابر منذ إنشائها في الدولة الحديثة وحتى العصور الحديثة، اعتماداً على تقنيات متقدمة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والمسح الرقمي وتحليل النقوش والمناظر ودراسة البقايا البشرية. ويسهم العمل في فهم تطور الجبانة الطيبية ودور النخبة المحلية في طقوس الدفن، وتدير البعثة الدكتورة سوزان بيكل، رئيسة قسم الآثار المصرية بجامعة بازل.

كما تفقد الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر، بمرافقه الدكتور بهاء عبد الجابر مدير عام الغرب، أعمال البعثة البولندية العاملة بمقابر من الدولة الوسطى وبمقبرة TT311 للمدعو خيتي حامل الأختام الملكية الملك مونتوحتب نب حبت رع، وهو حاكم المقاطعة السادسة عشر. يعود تاريخ المقبرة إلى نحو 2055–1956 ق.م في الدولة الوسطى، وتتكون من ساحة أمامية تؤدي إلى المدخل، وغرفة بها صفان من ثلاثة أعمدة تعلوها تيجان اللوتس مع بقاء عمود واحد من كل صف. وتضم جدران المقبرة مناظراً مثيرة، منها مشاهد المصارعة على الجدار الشرقي، حيث يظهر المصارعون في وضعيات حركية مختلفة والتدريبات العسكرية في ثلاثة صفوف استعداداً لاقتحام القلاع والحصون.

أعمال البعثة البولندية في مقابر الدولة الوسطى أُثرت بمجملها بالتصوير الميداني وتوثيق التفاصيل المعمارية والمناظر على جدران المقابر، ويرافق ذلك متابعة مباشرة من فرق متخصصة، مع تسجيل ملاحظات حول التطورات في حال المتاح من البقايا والمواد النقشية. كما تولي البعثة البازل السويسرية اهتماماً خاصاً بمواقع عبد القرنة، حيث تُتابع الجولات الميدانية وتوثيق التقدم في أعمال الحفر والدراسة المقارنة بين المقابر.

تُعزز هذه الجهود سلسلة من الجولات والمتابعات الميدانية التي تُنظَّم بشكل منتظم بين الفرق البولندية والسويسرية في مقابر البر الغربي لإدامة العمل وتبادل النتائج، مع عرضٍ مستمر للصور والملاحظات التوثيقية من موقع العمل. في مجملها، تعكس النشاطات المشتركة فهمًا أعمق لتطور الجبانة الطيبية ودور النخبة المحلية في طقوس الدفن عبر العصور، وتؤكد استمرار التزام الباحثين بالحفاظ على هذا التراث وتوثيقه بطريقة علمية دقيقة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى