المستشار أحمد عبده ماهر يكتب: اشكر المسيحيين
هل تعلم أن المسيحيين هم أول من طبع القرآن وقدّموه هدية للمسلمين، بعد أن كانت النسخة الواحدة منه تكلّف ثمن بناء منزل، وبعد أن كان حكرًا على فئة من شيوخ الأزهر، أصبح في كل بيت مسلم؟
هل تعلم أن أول من حمى المسلمين من بطش بعض العرب كان النجاشي، ملك الحبشة، وكان مسيحيًا؟ وهو أول من منح المسلمين حق اللجوء السياسي وقدّم لهم الحماية.
هل تعلم أن اللغة العربية كادت أن تنقرض على يد الأتراك عام 1908 بسبب سياسة “التتريك” التي انتهجها العثمانيون، ومن أعاد لها الحياة هم المسيحيون؟
فبعد أن أصبحت كل مراسلات الخلافة العثمانية باللغة التركية، جمع المسيحيون شتات اللغة العربية ورفضوا الخضوع للتتريك، فكان ردّ “جمعية الاتحاد والترقي” عليهم بمذابح الأرمن والسريان والروم.
هل تعلم أن أول مطبعة في العالم العربي كانت في لبنان، وهي مطبعة حجرية جلبها الآباء الموارنة سنة 1733 من حلب، وسُمّيت “مطبعة دير الخنشارة”؟
هل تعلم أن أول كتاب طُبع بالحرف العربي كان بعنوان “ميزان الزمان” وقد طُبع في هذه المطبعة؟
هل تعلم أن أول دائرة معارف عربية مرتبة على غرار الموسوعات العالمية كانت من تأليف المسيحي المعلم بطرس البستاني؟
هل تعلم أن أول قاموس عصري في اللغة العربية “معجم محيط المحيط” سنة 1870، كان أيضًا للمعلم بطرس البستاني؟
وقد صار مرجعًا لترتيب كل القواميس والمعاجم اللاحقة، وعندما قرأه السلطان العثماني قال: “عفارم، عفارم”، وأهدى المعلم البستاني الوسام المجيدي.
هل تعلم أن القديس ديديموس الضرير هو أول من اخترع طريقة لمساعدة المكفوفين على القراءة، باستخدام الحروف المحفورة على الخشب، قبل اختراع طريقة برايل بخمسة عشر قرنًا؟
هل تعلم أن المسيحيين هم أول من أرسلوا بناتهم لتعلّم مهنة التمريض والطب، وهم أول من أرسل بناتهم إلى المدارس والجامعات؟
هل تعلم أن كسوة الكعبة كانت تُصنع من النسيج القبطي في مصر، وقد ذكر المقريزي أن من أبرز مراكز صناعة “القباطي” كانت مدينة تنيس المجاورة لدمياط؟
هل تعلم أن دور المسيحيين في ترجمة العلوم من اليونانية والسريانية إلى العربية كان عظيمًا؟ ومن أشهرهم: يوحنا بن ماسويه، الذي ألّف وترجم خمسين كتابًا في عهد الخليفة المأمون، وشمعون الراهب، وإسحاق الدمشقي وغيرهم؟
(هذا في الزمن القديم، أما في الزمن الحديث، فهناك الكثير مما قد نذكره في أقرب وقت، إن شاء الله).
لذلك، أقول لإخوتنا المسيحيين:
أنتم متجذرون هنا،
أنتم من أبناء هذه الأرض، ولستم ضيوفًا.
أنتم من صنّاع الحياة والعلم،
أنتم من حافظتم على عروبة وأصالة هذه المنطقة.
بكم تكتمل عروبتنا.
كل محاولات تهجيركم تهدف إلى تفريغ الأمة من روحها.
